Saturday, November 24, 2018



تسمية المواليد وصراع العادات والتقاليد







كتبت: منتهى زيتاوي

معاني واسباب عدة تدفعنا لأنْ نفضل اسماء محددة على غيرها من الاسماء، الانبياء والصحابة والنساء الصالحات، ومن جديد اسماء زهور واسماء من لغات اخرى بالاضافة إلى المواقف، كل تلك الخيارات المتاحة تحيط بالعائلة الفلسطينية عند قدوم مولود جديد، لكن ماذا لو تحول إختيار اسم المولود إلى عادات وتقاليد؟

 في فلسطين مثلاً، إتخذ الفلسطينيون عادة تسمية الاطفال شكل من أشكال العادات والتقاليد الفلسطينية وبشكل غير ملحوظ، ولكن كيف ذلك؟

اعتاد الفلسطينيون على تسمية الطفل البكر بالإسم الذي يحمله الجد، وذلك لما فيه احترام و تقدير وتخليد لذكراه في عقول وقلوب العائلة حتى يبقى إلي الأزل، ولكن يبقى هذا الخيار في حالة وفاة الجد، أما إذا كان على قيد الحياة فيعتبر تسمية المولود الجديد على أسمة نذر شؤم.


ضحية العادات
 جليلة رمضان طالبة جامعية تقول: " كنت ولازلت منزعجة من الاسم الذي احمله، والذي يعد نادر وقديم جداً ولا يواكب الاسماء الحديثة القصيرة والبسيطة".

وفي الحديث عن سبب تسميتها بهذا الاسم تروي رمضان، كانت عائلتها مقيمة في الكويت وتلقوا خبر وفاة جدتها في الوقت الذي كانت ام جليلة في شهرها الثامن، فقرر والدها تسمية المولودة بإسم والدته تيمناً بها.

وتضيف رمضان " إذا لم ابالغ فإسمي كان عقبة في حياتي منذ أول مرحلة تعليمية وحتى الان، ففي الروضة كن الطالبات يسألنني في كل دقيقة ما إسمُكِ؟ وكان هذا يزعجني كثيراً واتسائل الهاذا الحد اسمي صعب لينسونه؟ لأدرك فيما بعد أنه نوع من المزاح الثقيل".

وتقترح رمضان على الاهالي تجنب تسمية الاطفال بأسماء قديمة حتى لا تكون السبب في عقدتهم النفسية في الكبر، مضيفة انها لا تمانع بتسمية المواليد بإسماء الاجداد كنوع من الوفاء والحب والتقدير، لكن عندما يكون الاسم فالاصل جميل وذو معنى وليس قديماً.

مواقف محرجة
لا تختلف الممرضة في مستشفى جامعة النجاح الوطنية محفوظة سلامة عن سابقتها في المعاناة، تقول سلامة: " كان  لجدتي في شبابها شعبية كبيرة الامر الذي جعلها محبوبة بين جيلها وحتى جيل والدتها "كبار السن" ، كما كانت ايضاً صاحبة دين وخلق، وحفظت ٢٢ جزء من القران الكريم في سن ال٢٥".




وتضيف سلامة، كان هذا دافع قوي لوالدي لتسميتها بإسم أمه حيث كان معجب وفخورا بوالدته لسمعتها الطيبه.

وتروي سلامة عن معاناتها مع اسمها في مقر عملها اذ لا يجرؤ احد على المناداة بإسمها عند قرائته له، ليسألها بعد ذلك عن اسمها رغم قرائته له، ويتابع بالاسئلة " شكلو على اسم ستك؟" أو " مين سماكي؟" ، مؤكدة على عدم انزعاجها من هذا الامر، ولكن تكرر الموقف أكثر من مرة جعله مملاً.

وتقول سلامة: " اسمي سبب لي احراج في مواقف كثيره، أذكر منها خلال دراستي الجامعية حين كان ينادي الدكتور على الاسماء بكشف الحضور، وناداني "محفوظ" لأصحح له بصوت عال " محفوظة" فضحك كل من في المدرج ".

وبسبب هذة المواقف، كثيراً ما ترغب محفوظة بتغيير أسمها لكن بعض التعليقات الايجابية على اسمها تعزز من ثقتها وحبها لأسمها، خاصة أنها عاشت معه فترة زمنية جيدة وأصبح الناس يعرفونها بإسمها " محفوظة "

تقدير الاجداد


يتحدث العم باسم الحاج سعيد قائلاً، إن تسمية المواليد الجدد ما هو إلا نوع من أنواع التيمن بالاجداد، وفي حالات كثيرة يكون الجد قد توفي من زمن بعيد، فيتم إعادة إحياء الاسم ليبقى الاسم مستمرا بين الاجيال.

ويضيف الحاج سعيد، أن هذه العادة تزيد من الحب و الاحترام والتقدير لكبار العائلة، إلى جانب إخبار الاحفاد بما كان يفعل الاجداد وعن مواقفهم وأيامهم، وينوه إلى انه من المهم إعادة ذكرى كبار العائلة سواء بالاسماء أو بالحديث عنهم، لما له اثر فعال في تقوية روابط العائلة.

ويتابع الحاج سعيد: الاسماء الحديثة غالباً تكون بلا معنى، فيسمون لارا وجلنار، من لغات أخرى أو معانٍ ليست جيدة لنا نحن كعرب وكفلسطينيون، هذة الاسماء تلغي ثقافتنا ونهجنا في الحياة وتراثتنا، تدريجياً، إلى جانب كونها غربيه فهي تعطي انطباع لربما بالتحرر .

تأثيرات سلبية
من جهتها تقول الاخصائية الاجتماعية في وزارة التنمية الاجتماعية، هنادي براهمة: أن استمرارية الاباء في تسمية المواليد الجدد على اسماء الاجداد أصبح جزء من العادات والتقاليد الفلسطينية الغير ملحوظة، وذلك يكون نابع من الداخل والشعور بمسؤولية رد الجميل بعدة طرق منها تكرار الاسامي، متناسيين بذلك جمالية الاسم وطريقة لفظه.

وتضيف براهمة، أن العديد من الازواج يواجهون مشاكل عند إقرار الاسم للمولود الجديد، خاصة إذا كان اسم الجد او الجدة قديم للغاية زو يحمل معاني غير لائقة أو صعب لفظة، فيؤدي في كثير من الاحيان إلى شجار عائلي ومشاحنات بين الطرفين قد تستمر لسنوات، وقد يُبغَض الطفل عن غير قصد من أحد الاطراف.

وتؤكد براهمة على المشاكل التي قد يواجهها الطفل في كبره اذا كان الاسم غير مناسب، فهذه الاسماء تؤثر سلباً على شخصية الطفل ويجعله محض سخرية من قبل الاخرين، كونه لا يشبه الاسماء الحديثه او متوسطة الحداثة، فيضعف شخصيته ويقوده للتفكير بتغييره، لإرضاء ذاته و إرضاء أقرانه في المدرسة.

وتضيف براهمه: من واجب الاباء حسن اختيار الاسم والابتعاد عن الاسماء الغريبة و المنفرة واختيار الاسم الانسب الذي يحمل معنى ايجابي، لتجنب مشاكل عدة  في المستقبل


No comments:

Post a Comment

ماذا تعرف عن مستشفى سيدرة في دولة قطر؟