كتبت: منتهى زيتاوي
على بعد ١٦ كم من مدينة نابلس تقبع بلدة
جماعين، التي تنافس مدن و قرى أخرى في تصنيع وتصدير الحجر الأبيض أو ما يسمى بالذهب الأبيض، والذي يزين المنازل والأبنية في مختلف مدن الضفة الغربية
جودة حجر جماعين جعلت منه قيمة وأهميه اقتصادية للبلدة إذ أنه الدخل الرئيسي للبلدة، فهو يمتاز بصلابته وقدرته على التحمل، إضافة إلى قدرتة في المحافظة على لونه، وفي خارج البلدة، ادت هذة الامتيازات إلى المنافسة الكبيرة في الانتاج و التصدير والإقبال المتزايد عليه.
الناتج المحلي، و( 4.5 %) من إجمالي الناتج القومي.
لماذا الحجر الجماعيني؟
رئيس بلدية بلدة جماعين حمد زيتاوي في حوار خاص له مع " موقع اليوم الإخباري" يقول:
اراضي جماعين معظمها محاجر وكسارات حيث تمتلك جماعين وحدها ٣٣ محجر و ٦ كسارات متفرقات في انحاء بلدة جماعين .
وفي الحديث عن الحجر الجماعيني في القِدَم، يقول زيتاوي انه وفي بلدة جماعين بدأالعمل في المحاجر عام ١٩٨٠، وكانت لمستثمرين من خارج جماعين حتى فترة ما بعد ٩٠ اصبح اغلب سكان جماعين يعملون في هذا المجال، حيث كانت تشتهر جماعين بالمرتبة الاولى بحجر بن العامود، ولكنه نفذ بعد الاستهلاك الكبير له، وفي المرتبة الثانيه يأتي الصخر الأزرق.
ويضيف زيتاوي أن حجار جماعين تمتاز بكونها صخور رسوبية، الامر الذي يجعل من الوانها متقاربه رغم وجود إختلاف فيها، وهذا الاختلاف جذب العديد من التجار و المقاولين لشراء حجر جماعين المميز المعروف بإسم "الجماعيني الستيني" أو "الحجر الازرق".
ويتابع زيتاوي حواره بمزايا حجارة جماعين التي تمتاز بصلابة عالية، وقدرته على التحمل، لإنخفاض نسبة امتصاصة للماء، لذا فهو يحافظ على لونه الأزرق والكريمي على وجه الخصوص، إضافة إلى اللون الأبيض والأحمر والأصفر الفاتح .
ويشير زيتاوي إلى الاثر الايجابي للحجر الجماعيني على اهالي بلدة جماعين، وذلك بالدخل الاقتصادي العائد على ابناءها وشبابها، اذ تعد المحاجر و الكسارات و المناشير الوجهة الاولى للعمل بالنسبة لاهالي جماعين و بعض المواطنين في القرى المجاورة، وهذا ما يفسر انخفاض نسبة البطالة داخل بلدة جماعين خاصة و القرى المجاورة عامة.
مراحل الاستخراج
يذكر ايمن زيتاوي صاحب محجر في بلدة جماعين، مراحل استخراج الحجر، ففي المرحلة الاولى يقومون بالحفر على عمق 20 متر تحت الأرض، وهذة المسافة غير كافية للحصول على حجر مثالي، ومن خلال هذة الطبقه يمكن للعاملين التعرف على مواصفات الحجر من حيث الصلابة، واللون، و نسبة امتصاص الحجر للماء، وباستخدام حفارات ضخمة خاصة تعمل على فصل الصخور وتقطيعها بأحجام كبيرة.
ويكمل زيتاوي " في المرحلة التي تليها يبدأ الحفر على عمق اكبر و يتم استخراج الحجر و نقلة إلى المناشير لتقطيعه حسب مقاسات موضوعة من قبل صاحب المنشار عن طريق آلية اليزر اي بنفث الماء".
وفي المرحلة الاخيرة يكمل زيتاوي، هي مرحلة نقش ودق الحجر بنقوش مختلفة وأنواع عدة للحجر، مثل المسمسم ومنقر وحجر طبزة والمجلي، ويتم النقش إما يدوياً أو بوجود الات مخصصة .
العائد المادي
يوضح خالد بكر صاحب مقالع محجر في جماعين، أن استخراج الصخر يعتمد على المناطق و الاراضي التي يتم استخراج الصخر منها، ففي بعض المناطق يستخرج صخر بقيمة ٧٠ إلى ١٠٠ ألف دينار أردني للدونم الواحد من الصخر.
وفي مناطق أخرى لمَواطن الحجر تسبب خسارة فادحة نظراً لتغطية الحجر الصلب بطبقة من التراب فيتم ازالته للوصول للصخر، ليظهر ما إذا كان الحجر جيد أم لا للبيع الامر الذي يستنزف الوقت و الجهد و
المال على حد تعبيره.
ويذكر بكر سعر المتر المربع الواحد من الحجر الجماعيني في الوقت الحالي، حيث يصل إلى ١٢٥
شيقل، ولكن استهلاك الناس للحجر لم يتأثر بسعره، لجودته وتميزه عن باقي الحجارة.
الجانب المعتم
في الحديث عن سلبيات الحجر و المحاجر في البلدة، يذكر الطبيب رمزي عمير في حوار خاص له مع"موقع اليوم الإخباري": أنها تسبب أمراض صحية لا يمكن إغفالها، إذا ما قارنا المنافع المادية للمحاجر و السلبيات الصحية المتمثلة منها، سترجح الكفة للسلبيات.
يدعم عمير كلامه مستوضحا بدراسة التي أعدتها منظمة الصحة العالمية والتي تشدد على أنه يجب ألا تتجاوز قوة أي صوت في الاماكن السكنية أكثر من ٤٥ ديسيبل في حين زادت قوة صوت الباجر عن ١٠٠ ديسيبل في منطقة المدارس.
ويؤكد عميرإن لهذا الصوت أثر كبير ليس على تحصيل العلمي للطلبة فحسب، و إنما على نموهم الجسدي، و حاسة السمع لديهم، هذا الى جانب تأثير ذلك على امراض الجيوب الانفيه و جهاز التنفسي و ضغط الدم و غيرها.
No comments:
Post a Comment