Saturday, December 8, 2018




ماذا تعرف عن مستشفى سيدرة في دولة قطر؟





فتحي الحايك.. مسلسل الاعتقالات والنضال الفلسطيني






أسير مميز، ليس كباقي الاسرى، رافق يحيى عياش، وكان في صفوف المجاهدين، والمثقفين، يحارب الاحتلال بعقلة، وبتنوير الاسرى الاخرين من خلال كتاباته، عاش حياة صعبة وبقي الايمان رفيقه في مسيرة الاعتقال، كبلت يداه عدة مرات، وبتهم واهية لا مكان لها من المنطق، في سجون الاحتلال يقاوم من أجل وطنه ويضحي بعمره فداء له وبنية إرضاء رب العباد.
بطاقة تعريف
ولد الأسير المحرر فتحي الحايك، في ٢٢ فبراير من عام ١٩٧٨، في قرية زيتا جنوب مدينة نابلس، يُتم الفتى الصغير في عمر مبكر، ليكون المسؤول عن والدته وسند لإخوته الثلاثة الصغار

أنهى تعليمه الإبتدائي في دولة الكويت، وعاد وعائلته إلى قريتهم زيتا في عام ١٩٧٦، ليكمل مرحلته الإعدادية في زيتا، وانتقل بعدها إلي قرية جماعين المجاورة ليدرس المرحلة الثانوية.

لم يحضى فتحي بطفولة كغيرة من الأطفال في مثل عمره، فمنذ نعومة اظافره وبعد وفاة والده، حرص فتحي على مساعدة عائلته، وحمل مسؤليتها، فكان يعمل في مواسم الزيتون، قطف ثمار أشجار الزيتون، وعصرها، وبيع زيتها ليجدوا مالاً للعيش في اليوم التالي.

يستذكر فتحي متبسماً، المسؤلية التي وقعت على كاهله في أيام المدرسة فيقول: " أنجب أمي اخي انس بعد وفاة والدي بأشهر، وأضطررت حينها للذهاب إلى مدينة نابلس، لشراء احتياجاتنا من الطعام ومستلزمات أخرى، كنت حينها في المدرسة وكان عمري لا يتجاوز ١٢ سنة."

وصل فتحي لنهاية الرحلة التعليمية في المدرسة، هذا اليوم وهذه الفرحة المنتظرة له ولأمه، حصل فتحي على معدل ٨٦ فرع ادبي عام ١٩٨٦، والتحق فيما بعد بجامعة بيرزيت بتخصص علوم سياسية، وفيها أكمل تعليمة العالي وحصل على شهادة ماجستير في العلاقات العربية.

 قرر فتحي إكمال نصف دينه والزواج، فستأجر شقة وتزوج عام ١٩٩٢، وأنجب طفلته الاولى "يقين" واستأجر كافتيريا ليصرف على بيته ويحصل على قوت يومه، إستمرت الكافتيريا لعام ٢٠١٠ حتى صدر قرار بطرد عملائه من الكافتيريا في جامعة بيرزيت.


رحلة الإعتقالات
يبدو أن فتحي لم يكن كما يريد الاحتلال، فمشاركته في الانتفاضة الاولى ونشاطه السياسي حال بينه وبين حريته، وزاد قيود المقاومة وكلمة الحق، في سنته الثانية في الجامعة عام ١٩٨٦ أعتقل فتحي على اثر مواجهات الانتفاضة التي شارك فيها في بيرزيت، وأستشهد فيها صائب ذهب وجواد أبو سميرة.

استمر الاحتلال في اعتقال المناضل فتحي الحايك، فعتُقل في عام ١٩٨٩ وحتى عام ١٩٩٠، واعتقل مرة أخرى في عام ١٩٩٢ وحتى ١٩٩٣ بتهمة حيازة سلاح وتقديم مساعدة إلى مجاهدين قساميين.

محاولات أخرى في اعتقال المناضل، أبرزها تهمة موجهة ضده بتنظيم كتائب عز الدين القسام ومساعدة يحيى عياش في عملية ديزنكوف الاولى قتل فيها ٢٨ أسرائيلي وجرح ٨٦ عام ١٩٩٤، وبتهمة حيازة مواد قتالية في عام ١٩٩٨.

يقول الحايك: "سكنت انا ويحيى عياش مع بعضنا في السكن، شاركنا في كل النشاطات، وعندما بدأت عملية المطاردة وتواجد العسكر كنا سوياً انا ويحيى عياش، ونظمنا زاهر جبارين، عضو مكتب سياسي لحركة حماس في الخارج".


 وفي المراحل الأخيرة أعتقل فتحي الحايك لمدة اربع سنوات متواصلة بعد فوز حماس في الانتخابات عام ٢٠٠٦ وبقي معتقلا اعتقال إداري لقضايا سياسية ونشاط حكومي حتى ٢٠١٠، كان أخر الاعتقالات عام ٢٠١٣ وحتى ٢٠١٤ لذات التهم.

كان يطمح فتحي الحايك لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة بيرزيت، ولكن ونتيجة للعتقالات المتكررة درس تخصص العلوم السياسية، وحرم السفر وإكمال الدكتوراه.  





يقول الحايك أنه وبسبب نشاطه المميز في الانتفاضة وفي السجون، وأعتبارهم بأن ملف يحيى عياش وأصدقاء يحيى عياش ملف اسود يتم التضييق عليهم وحرمانهم من حقوقهم، ويشير إلى أن هنالك الكثير من زملائه ممن اعتقلوا معه بإمكانهم السفر، في حين محاولة الحايك لتأدية العمرة في السنة الماضية وقوبل بالرفض.

اعتقل فتحي الحايك ١١ مرة، لمجموع ١٢ سنة، تحمل خلالها الام التحقيق وأوجاع الغربة عن الاهل والأبناء، برضى وأيمان يقول الحايك: " كلما كان هدف المرء نبيل يجب أن يقدم في سبيله، فلسطين غالية ونحن ان شاءالله في هذه السلسة من الاعتقالات نكون قد ضحينا من اجلها، ونسأل الله عز وجل ان يتغير حال الشعب للافضل".

عذاب السجن
أيام وسنوات لم يختارها فتحي، بل قرر عنه الاحتلال، تآمرت عليه اللسنة تبوح بالوحدة الوطنية وما كانت متحدة، وأُخوة العرب، إنتظار طويل بين ممرات السجن وغرفه الضيقة، ووحدة يغلب عليها الظلام وأسم الله، أيام كُثر، اصغرها ٨ أيام ، وأطولها ٤ سنوات من الحبس.

لا يتأمل أحد أن يكون تعامل إدارة السجن مع السجناء لطيفاً، فكيف يكون الحال عندما يكون السجن لدولة غاصبة والسجين عدوها؟ بالطبع تعامل همجي عِدائي..

يروي لنا الحايك: " اول ٤ سجنات كانت على خلفية قضايا جهادية وامنية، كنا نخضع لتحقيق عسكري بالمفهوم الأمني، سواء كان شبح متواصل او التعرض للضرب او التحقيق الجسدي، الشبح على الماسورة وكسر الظهر على الطاولة، وعلى إثره أصبت بالدسك في الظهر وإلى يومنا هذا."

أسباب الاعتقال وإن لم تكن منطقية فالاحتلال يؤمن بها، الاعترافات من بعض الأشخاص او وجود رقابة على الاسرى او وجود تحركات غير مفهومة بالنسبة الهم، هي أسباب كافية لإعتقال الاسرى وجعلهم ضحية لفريستهم.

 في بداية مرحلة إعتقالاته وخضوعه للتحقيق العسكري العنيف، كان يُخير فتحي الصغير بالاعتراف او الحكم عليه، ولكن عندما كَبُر واصبح لديه ثقافة وفهم، زاد إصراره بعدم الاعتراف وإن دعا ذلك إلى خسارة حياته.

ويكمل الحايك: " كان يتم تحويلنا للاعتقال الإداري، وفي هذا الاعتقال يمتلكون ملف سري امني قطعي ضدك".
 استمر فتحي ٤٨ شهر في الاعتقال الإداري، وكان القاضي يخبره بأنه نشيط في حماس، فيرد قائلاً: " انا مش بس نشيط حماس انا قيادة في حماس وقيادة في القسام".

من رحم القيد
لم يقف فتحي مكتوف الايدي منتظراً لوقت إعلان إفراجه، فسعى جاهداً إلى ملئ أوقات فراغه بما ينفعه وزملاءه بالسجن بقراءة ١٥٠ صفحة في اليوم الواحد، وبعد ذلك يقدم تلخيصاً للكتاب الذي قام بقرائته للمعتقلين في سجون الاحتلال.

 في المجلة السياسية والمجلة الثقافية في السجن كتب فتحي العديد من الكتابات والتأليفات التي تم نشر بعضها، عن الحركة الاسيرة وعن التحقيق وكيفية الصمود وكيفية المواجهة، أهمها دراسة بعنوان "فلسفة المواجهة"، ودراسة أخرى بعنوان "الفصائل العشرة الفلسطينية" وهي دراسة سياسية، بالإضافة إلى دراسة تاريخ الحركة الاسيرة من ١٩٧٦ إلى ١٩٩٦ بعنوان "دراسة مقارنة"، ودراسة بعنوان "علاقة الحركة الصهيونية بالدول العربية المحيطة"، " دول الطوق"، بالإضافة إلى دراسة بعنوان "علاقة النظام الأردني الهاشمي بالحركة الصهيونية".

الحركة الاسيرة
كان لابد من فعل شيء لكسر هاجز الصمت، لينعم الأسير بأقل الحقوق داخل السجون، وحتى لا يعيش فترة من حياته أو ربما بأكملها كعيشة اللا إنسان، دعا ذلك إلى تطوير الحركة الاسيرة، وكان لفتحي يد بذلك بعد أن أصبح واحد من قياداتها.

 يقول الحايك: " دخلنا على السجن ولم يكن يتوفر لدينا كأس شاي، ولم نكن نحصل على احتياجنا الكاف من الطعام، كانت وجبتنا الوحيدة الفول والخبز".

قام الأسرى بعدة استنفارات عنيفة مع الاحتلال، فضربوهم بحجارة الاسفلت واستطاعوا تجميع عدد من كرات الغاز غير المتفجرة التي كان الإحتلال يرميه على الاسرى، ووجهوها إلى الإحتلال في الليل وانفجرت عندهم، ومن بعدها رضخت إدارة السجون للحركة الاسيرة.

بقوة الإرادة والإصرار منح فتحي والقيادات الأخرى عام ١٩٩٨ خلال مقابلة مع الإدارة ٤٥ إنجاز، ورفض أن يكتب بيان للحركة الاعتقالية بإنجازهم ٤٥ انجاز، خوفا من تراجع الإدارة عن قرارها، وبالتالي يصبحون كاذبين أمام الحركة الاسيره.

استطاع فتحي الحايك وغيره من القيادات تطوير الحركة الاسيرة بإنجازات عظيمة، حصلوا على فرن خبز يخبز ١٠ طن خبز في اليوم، وإدخال غسالات ونشافات وثلاجات، بالإضافة إلي الملابس وتحسين نوعية الطعام، والسماح بدخول الأطفال للزيارات.

كل ذلك من استنفار واحد من الاستنفارت التي قام بها الاسرى داخل سجون الاحتلال، ولكن إدارة السجون التزمت بـ ٧٠ بالمئة من المتفق عليه، والـ٣٠ بالمئة كانت في طبع اليهود في التسويف والمماطلة والمحاورة حتى يبطلوا الإنجاز.


كان سجن مجدو بين عام ١٩٩٧ وحتى ٢٠٠٤ يعتبر فندق، الأمر الذي جعل الصحافة الإسرائيلية تكتب عن سجن مجدو " هلتون شل حماس" أو " فندق هلتون حماس".

إخلتلفت إهتمامات الجيش، ففي القدم كان الامن يهمهم اكثر من حياة الاسرى، بينما اليوم الضغط على الاسرى وأحياناً إذلالهم حسب قوانين التفتيش العالي، أو التضييق على أهالي الاسرى والضغط الأمني على الحركة الاسيرة، هو كل ما يهم إداره السجون، بالإضافة إلى تهبيط عزائم الاسرى، وافقادهم مبرر النضال بشكل عام.

أعظم إنجاز
 في إنجاز ليس له مثيل في الفكرة والتطبيق، عزمت الحركة الاسيرة على إنشاء وتأسيس جامعة متكاملة من إدارة وهيئة تدريسية ومساقات داخل سجون الاحتلال بشكل سري في ذلك الوقت.

 سمح القادة في الحركة ومنهم فتحي الحايك لحملة الشهادات العليا من ماجستير وبكالوريوس ودكتوراه بالإضافة إلى عدد كبير من دكاترة الجامعة ومن مهندسين وأطباء من إعطاء محاضرات، فتم التواصل مع الجامعات واعتماد الساعات الاكاديمية التي يدرسونها الطلاب.

 لا جامعة بلا طلاب، فقد كان هناك عدد كبير من الطلاب، استطاع الكثير منهم الحصول على شهاداتهم في الجامعة السرية في ذلك الوقت.

 يقول الحايك: " كنا نُدَرس ٣٢ مساق في الاسبوع في القسم الواحد الذي يحوي على ٢٤٠ معتقل، كان وحملة الماجستير يذهبون إلى كل الأقسام، وبذلك يستطيع كل طالب يحمل شهادة توجيهي فما فوق أن يدرس عند طلبة البكلوريوس او طلبة الماجستير، والدكاترة يضعون الامتحانات ويتواصلون مع جامعاتهم، وتم اعتماد الشهادات".

 خَّرَجت الجامعة السرية جيل كبير من الطلاب الذين لم يخسروا أعمارهم في ظل الاعتقال، إضافة إلى دورات القران وتحفيظ القران وتفسيره والفقه ولما يهم الانسان المسلم بشكل عام، وهي التي يعتبرها الحايك الفترة الذهبية للحركة الاسيرة في ذلك الوقت.


ضعف قوى الحركة
حتى عام ٢٠٠٦ كانت الحركة الاسيرة مختلطة المعيشة، فتجد داخل القسم ابن حماس وابن فتح والجبهة والديمقراطية والجهاد الإسلامي، لكن كل تنظيم يعيش في غرفة أو أثنتين لوحده حسب عددهم.

ونتيجة للإنقسام بعد ٢٠٠٦، تم الفصل من إدارة الاحتلال بين الحركة الاسيرة، يقول الحايك: " كنت امين عام لحركة حماس في سجن النقب رفضت الفصل ومعي مراد صلاح وعيسى العامر والشيخ جمال الطويل رفضنا الفصل ولكن أصرت إدارة السجون على ان تفصل فتح وحماس بالذات عن باقي التنظيمات الثانية".

 وفيما بعد أصبحت فتح واليسار يعيشون مع بعضهم، وحماس والجهاد الإسلامي يعيشون مع بعضهم وأعتبرها الحايك مفرق فاصل في تاريخ الحركة الاسيرة.

  يقول الحايك، أنهم كحركة أسيرة عانوا من عدم تماثل أبناء الحركة الاسيرة، فكريا واجتماعيا وعمريا وحتى فصائليا.

 خاضت الحركة الاسيرة إضرابات عديدة، كان في السابق يتم التماثل والوقوف ودعم الحركة الاسيرة من الشارع الفلسطيني بشكل قوي مع الإضرابات العامة، ولها دعم وشعبية، ولكن الان أصبحت باهتة وقليل من يتضامن مع الحركة الاسيرة.

سجن لغير سجين
ما معنى أن تستشعر رؤوس أصابع قريبك الذي أتى لزيارتك ولا تصافحه؟ ألا تحظى بوقت كافٍ للحديث معهم، وألا تحضر أجواء قدوم مولودٌ جديد، غصة تُزرع في عُمق القلب برؤية الاهل والابناء، وشوق كبير لا يطفئه نارأبدا لوجود السياج الفاصل.

 يقين إبنة فتحي البكر، طفلة بأربع شهور إدخلوها إلى أبيها من تحت القفص الفاصل بين السجناء والزائرين، أما مجاهد الطفل الثاني لدى فتحي ولد سنة ال ٩٩ كان والده الاسير في التحقيق على كرسي المقعدين، بسبب تعرضه لكسر في الظهر عندما أحضروه كان عمره ١٤ يوم.

 تساؤلات كثيرة تدور في ذهن فتحي، والآم تأتي بقدوم اطفاله لزيارته بالسجن، لكن الله عز وجل يخفف على المرء ويآنس وحدته بالسجن وفي كل مكان.

يروي الأسير المحرر فيقول: " إختلفت أشكال الزيارات مع تطور الحركة الاسيره، كانت في البداية صعبه جدا، مدتها محدودة، ضجة عارمة وتعب لا محدود، لكن الان أصبح مدة الزيارات أطول ومريحة والتواصل مع الاهل افضل، وسمح لنا أن نلتقط صوراً مع الأهل اثناء الزيارة".




السجن صعب وهو قطعة من العذاب، هكذا وصف لنا الأسير المحرر فتحي الحايك، لكن هناك لحضات مفرقية في حياة الانسان، كانت بالنسبة إلى فتحي عندما كانت زوجته تنجب، فيقول: " كنت أتمنى وجودي معها ومع العائلة ومشاهدة اطفالى".

في غياب رب الاسرة عانت الاسرة قليلاً، وحملت الام مسؤلية الأطفال، والمنزل بأكمله، لكن بوجود عائلة ممتدة ومتماسكة لا يعنيها غياب أحد الافراد، بقيت صامدة في وجه العناء والمشقه التي وقعت على أسرة أبو مجاهد في غيابه، وبمساعدة التكنولوجيا وتطور الهواتف النقالة، إستطاع مكاملتهم صوت وصورة.

نصيحة أسير محرر
بتنهيدات عميقة يوجه فتحي الحايك نصيحة للأسرى في السجون، لعلها تثبت إيمانهم وتقوي صبرهم  وعزيمتهم، فترة كانت كافية له بتثقيف نفسه بثقافة عامة، وبلا شك أنها سلاح الأسير وقوته للرد على الاحتلال.

  واستوصى الحايك بالدين، داعياً إلى حفظ  ٥ أو ٦ أجزاء قران، وحفظ احاديث نبوية، وأن يكون الاسير متطلع على الفقه والسنة النبوية، كما يجب ان يكون مميز في فهمه للسياسة، عميق في تحليلاته وفهمه، ان يقرأ في كل شيئ ويتخصص في شيئ.

يقول الحايك: "أي اسير ينظر له الناس بتقدير واحترام، بالتالي يجب أن تكون تصرفاتة وايقاعاتة بالحياة متوازنة مع نظرة الناس له في المكان الذي وضعوه فيه، ولا يتنازل عن قيمة، لانك انت كأسير ضحيت بجزء من عمرك للقضية الوطنية، القضية العليا".





صورة توضح الاعتقالات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني



صورة توضح عدد الاسرى الذي مضى على أسرهم ٢٠ عام، وربع قرن، ،٣٠ عام


صورة توضع اسباب استشهاد الاسرى في السجون


المصدر:
عرب ٤٨






Saturday, November 24, 2018



تسمية المواليد وصراع العادات والتقاليد







كتبت: منتهى زيتاوي

معاني واسباب عدة تدفعنا لأنْ نفضل اسماء محددة على غيرها من الاسماء، الانبياء والصحابة والنساء الصالحات، ومن جديد اسماء زهور واسماء من لغات اخرى بالاضافة إلى المواقف، كل تلك الخيارات المتاحة تحيط بالعائلة الفلسطينية عند قدوم مولود جديد، لكن ماذا لو تحول إختيار اسم المولود إلى عادات وتقاليد؟

 في فلسطين مثلاً، إتخذ الفلسطينيون عادة تسمية الاطفال شكل من أشكال العادات والتقاليد الفلسطينية وبشكل غير ملحوظ، ولكن كيف ذلك؟

اعتاد الفلسطينيون على تسمية الطفل البكر بالإسم الذي يحمله الجد، وذلك لما فيه احترام و تقدير وتخليد لذكراه في عقول وقلوب العائلة حتى يبقى إلي الأزل، ولكن يبقى هذا الخيار في حالة وفاة الجد، أما إذا كان على قيد الحياة فيعتبر تسمية المولود الجديد على أسمة نذر شؤم.


ضحية العادات
 جليلة رمضان طالبة جامعية تقول: " كنت ولازلت منزعجة من الاسم الذي احمله، والذي يعد نادر وقديم جداً ولا يواكب الاسماء الحديثة القصيرة والبسيطة".

وفي الحديث عن سبب تسميتها بهذا الاسم تروي رمضان، كانت عائلتها مقيمة في الكويت وتلقوا خبر وفاة جدتها في الوقت الذي كانت ام جليلة في شهرها الثامن، فقرر والدها تسمية المولودة بإسم والدته تيمناً بها.

وتضيف رمضان " إذا لم ابالغ فإسمي كان عقبة في حياتي منذ أول مرحلة تعليمية وحتى الان، ففي الروضة كن الطالبات يسألنني في كل دقيقة ما إسمُكِ؟ وكان هذا يزعجني كثيراً واتسائل الهاذا الحد اسمي صعب لينسونه؟ لأدرك فيما بعد أنه نوع من المزاح الثقيل".

وتقترح رمضان على الاهالي تجنب تسمية الاطفال بأسماء قديمة حتى لا تكون السبب في عقدتهم النفسية في الكبر، مضيفة انها لا تمانع بتسمية المواليد بإسماء الاجداد كنوع من الوفاء والحب والتقدير، لكن عندما يكون الاسم فالاصل جميل وذو معنى وليس قديماً.

مواقف محرجة
لا تختلف الممرضة في مستشفى جامعة النجاح الوطنية محفوظة سلامة عن سابقتها في المعاناة، تقول سلامة: " كان  لجدتي في شبابها شعبية كبيرة الامر الذي جعلها محبوبة بين جيلها وحتى جيل والدتها "كبار السن" ، كما كانت ايضاً صاحبة دين وخلق، وحفظت ٢٢ جزء من القران الكريم في سن ال٢٥".




وتضيف سلامة، كان هذا دافع قوي لوالدي لتسميتها بإسم أمه حيث كان معجب وفخورا بوالدته لسمعتها الطيبه.

وتروي سلامة عن معاناتها مع اسمها في مقر عملها اذ لا يجرؤ احد على المناداة بإسمها عند قرائته له، ليسألها بعد ذلك عن اسمها رغم قرائته له، ويتابع بالاسئلة " شكلو على اسم ستك؟" أو " مين سماكي؟" ، مؤكدة على عدم انزعاجها من هذا الامر، ولكن تكرر الموقف أكثر من مرة جعله مملاً.

وتقول سلامة: " اسمي سبب لي احراج في مواقف كثيره، أذكر منها خلال دراستي الجامعية حين كان ينادي الدكتور على الاسماء بكشف الحضور، وناداني "محفوظ" لأصحح له بصوت عال " محفوظة" فضحك كل من في المدرج ".

وبسبب هذة المواقف، كثيراً ما ترغب محفوظة بتغيير أسمها لكن بعض التعليقات الايجابية على اسمها تعزز من ثقتها وحبها لأسمها، خاصة أنها عاشت معه فترة زمنية جيدة وأصبح الناس يعرفونها بإسمها " محفوظة "

تقدير الاجداد


يتحدث العم باسم الحاج سعيد قائلاً، إن تسمية المواليد الجدد ما هو إلا نوع من أنواع التيمن بالاجداد، وفي حالات كثيرة يكون الجد قد توفي من زمن بعيد، فيتم إعادة إحياء الاسم ليبقى الاسم مستمرا بين الاجيال.

ويضيف الحاج سعيد، أن هذه العادة تزيد من الحب و الاحترام والتقدير لكبار العائلة، إلى جانب إخبار الاحفاد بما كان يفعل الاجداد وعن مواقفهم وأيامهم، وينوه إلى انه من المهم إعادة ذكرى كبار العائلة سواء بالاسماء أو بالحديث عنهم، لما له اثر فعال في تقوية روابط العائلة.

ويتابع الحاج سعيد: الاسماء الحديثة غالباً تكون بلا معنى، فيسمون لارا وجلنار، من لغات أخرى أو معانٍ ليست جيدة لنا نحن كعرب وكفلسطينيون، هذة الاسماء تلغي ثقافتنا ونهجنا في الحياة وتراثتنا، تدريجياً، إلى جانب كونها غربيه فهي تعطي انطباع لربما بالتحرر .

تأثيرات سلبية
من جهتها تقول الاخصائية الاجتماعية في وزارة التنمية الاجتماعية، هنادي براهمة: أن استمرارية الاباء في تسمية المواليد الجدد على اسماء الاجداد أصبح جزء من العادات والتقاليد الفلسطينية الغير ملحوظة، وذلك يكون نابع من الداخل والشعور بمسؤولية رد الجميل بعدة طرق منها تكرار الاسامي، متناسيين بذلك جمالية الاسم وطريقة لفظه.

وتضيف براهمة، أن العديد من الازواج يواجهون مشاكل عند إقرار الاسم للمولود الجديد، خاصة إذا كان اسم الجد او الجدة قديم للغاية زو يحمل معاني غير لائقة أو صعب لفظة، فيؤدي في كثير من الاحيان إلى شجار عائلي ومشاحنات بين الطرفين قد تستمر لسنوات، وقد يُبغَض الطفل عن غير قصد من أحد الاطراف.

وتؤكد براهمة على المشاكل التي قد يواجهها الطفل في كبره اذا كان الاسم غير مناسب، فهذه الاسماء تؤثر سلباً على شخصية الطفل ويجعله محض سخرية من قبل الاخرين، كونه لا يشبه الاسماء الحديثه او متوسطة الحداثة، فيضعف شخصيته ويقوده للتفكير بتغييره، لإرضاء ذاته و إرضاء أقرانه في المدرسة.

وتضيف براهمه: من واجب الاباء حسن اختيار الاسم والابتعاد عن الاسماء الغريبة و المنفرة واختيار الاسم الانسب الذي يحمل معنى ايجابي، لتجنب مشاكل عدة  في المستقبل


ماذا تعرف عن مستشفى سيدرة في دولة قطر؟